{نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ} من كل ما يتآمرون عليه في الخفاء للوقوف ضد الرسالة والرسول ،وفي كل ما يلفِّقونه من اتهامات وأكاذيب ،ومن أفكار يواجهون بها حقائق الإيمان .{وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ} تتحرك بينهم من موقع السيطرة القاهرة التي تلغي إرادتهم وتفكيرهم لتجبرهم على الإيمان بالله ورسوله واليوم الآخر ،لأن الله لا يريد للقناعات أن تخضع للضغط الذي لا يسمح للفكرة أن تنطلق بهدوء ،وللفكر أن يتحرك بالحوار ،بل أراد للأسلوب العقلاني الهادىء المتوازن القائم على أساس الحوار ،أن يذكّر الناس ويخرجهم من أجواء الغفلة ،لذلك{فَذَكّرْ بِالْقُرْآنِ} الذي يشتمل على كل حقائق العقيدة ونهج العمل{مَن يَخَافُ وَعِيدِ} ممن يتحرك قلبه فيخشع لكل كلمات التذكر المنطلق من عمق الروح وصفاء العقل .