{مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى} فليس في دعوته خروج عن الخط المستقيم إلى متاهات الانحراف التي يتحرك فيها الناس يميناً وشمالاً بعيداً عن الهدى المشرق بالحق ،وليس في حديثه أيّة غوايةٍ فكريةٍ أو شعوريةٍ مما قد يفرضه الجهل الذي يدفع الناس إلى الاعتقادات الفاسدة البعيدة عن الرشد المنفتح على الله ،بل هو خط مستقيم واضح في العقيدة والمنهج والشريعة يكفل للإنسان السعادة في الدنيا والنجاة في الآخرة ،ولكن ذلك يحتاج إلى الأخذ بأسباب الفكر العميق الذي يعيش فيه الإنسان الموضوعية والتجرد من الهوى ،حتى لا يغرق في أجواء الذاتيات الخاضعة للمؤثرات الحسية والعاطفية .