{أَفَرَأيْتُمْ مَّا تُمْنُونَ} هذه النطفة التي يقذفها الرجل في رحم المرأة ،هل تعرفون طبيعة خصائصها وقدرتها على النموّ المتنوّع الذي تتحول فيه إلى علقةٍ ،ثم إلى مضغةٍ ،ثم تتحول إلى عظامٍ ،ثم يكسو الله العظام لحماً ،وهكذا تتنوع خصائص هذا المخلوق داخل خلاياه ،فهذه خلايا عظام ،وهذه خلايا عضلات ،وهذه خلايا جلد ،وهذه خلايا أعصاب ...ثم خلايا لعمل عين وأذنٍ وغدد ،وكل واحدةٍ منها تعرف كيف تقوم بالمهمّة الموكولة إليها ،فلا تتداخل في مواقعها ،ولا تضيع عن طريقها .وينطلق السؤال: كيف حدث هذا ؟وما هو سرّ وجود هذه الخلايا وحركتها وتجدّدها وطبيعتها في استمرار الحياة ؟وكيف يتجلى فيها سرّ القدرة ،وعظمة الإبداع ؟وهل أدركتم من خلال ذلك من هو الخالق لها ،ومن هو الذي أودع فيها كل فاعلية الحياة وحركيَّة السرّ الكامن فيها الذي يختزنها ؟