{مَكَانَتِكُمْ}: قدر منزلتكم وإمكاناتكم ،وأقصى استطاعتكم ،من المكانة التي هي بمعنى القدر والمنزلة ،والمكين: المتمكن ذو القدر والمنزلة .
{قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ} أي على قدر منزلتكم وإمكاناتكم ،فإذا أردتم أن تثبتوا على ما أنتم عليه ،وتستمروا على النهج الذي تسيرون فيه ،فافعلوا ما تشاءون ،{إِنِّي عَامِلٌ} فلن أتوقف عن النهج الذي أراده الله لي في الحياة ،في حمل الرسالة وأداء الأمانة وتوعية الناس ،والإصرار على المواقف الحاسمة في إقامة الحق وإزهاق الباطل ،ولن أخضع لأيِّ ضغطٍ داخليٍّ أو خارجيّ ،منكم أو من غيركم ،لأنني أعرف النتائج على مستوى الدنيا والآخرة ،ومن عرف النتائج صبر على المتاعب وتحمل الشدائد والأهوال .
وذلك هو منطق العاملين في سبيل الله عندما يواجهون الكفر المتعنّت المتصلّب الذي لا يقبل حواراً ،ولا يتحرك في موقف فكر ،ولا يستجيب لترغيب الله ،ولا يخاف من ترهيبه ،فهمأي الدعاةلا يضعفون ولا ييأسون ،ولا يشعرون بالإحباط والسقوط ،بل يزيدهم ذلك إصراراً على العمل ،وتصميماً على الاستمرار في خط الجهاد في سبيل الله ،والدعوة إلى دينه ،وتحدّياً صارخاً للكافرين{فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ} التي يعيش فيها النتائج الطيّبة في رضوان الله وفي نعيم الجنّة ،وفي سعادة الروح ،ولن ينتظر الآخرون كثيراً في معرفة هؤلاء الذين تكون لهم عاقبة الدار ..إنهم المطيعون لله ،المؤمنون به المجاهدون في سبيله ،{إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} الذين ظلموا أنفسهم بالكفر والمعصية والضلال .