{وَنُسُكِي}: عباداتي جميعاً ،والنسك: العبادة ،والمناسك: مواقف النسك وأعمالها .والنسيكة: الذبيحة ،قال الزجّاج: النسك: كل ما تقرّب به إلى الله تعالى ،إلا أن الغالب عليها أمر الذبح ،وقول الناس: فلان ناسك ،ليس يراد به ذابح ،وإنما يراد به أنه يؤدي المناسك ،أي يؤدي ما افترض عليه مما يتقرب به إلى الله
{قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي} وهو مطلق العبادة{وَمَحْيَايَ} في كل ما تشتمل عليه الحياة من شؤونٍ وقضايا وأوضاعٍ تتعلق بالعلاقات والمواقف والأعمال{وَمَمَاتِي} في ما ينطلق به الإنسان من المشاريع العملية الجهادية التي تنهي حياته{للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} لأن معنى العبودية لله هو الاستسلام له في كل شيءٍ واعتبار طاقاته كلها في جميع ما يتعلق بها من أمور وحركات وأوضاع ،خاضعة لله ،فإذا صلى فللّه صلاته ،وإذا قام بالعبادة في أيّ نوعٍ منها فلله العبادة ،وإذا وقف أمام حركة الحياة والموت في وجوده ،لم يجد أمامه غير الله من يملك أمر الحياة والممات ،ليقدّمه إليه طائعاً مختاراً من موقع إحساسه بالعبودية الحقة .