{قِيَمًا}: قائماً على مصالح الناس بأروع قيام ،أو قيّماً على أمورهم وقضاياهم من القيمومة .
{مِّلَّةَ}: جاء في المجمع: الملّة: الشريعة مأخوذة من الإملاء ،كأنه ما يأتي به الشرع ويورده الرسول من الشرائع المتجدّدة ،فيُملّه على أمّته ليُكتب أو يحفظ ،فأما التوحيد والعدل فواجبان بالعقل ولا يكون فيهما اختلاف ،والشرائع تختلف ،ولهذا يجوز أن يقال: ديني دين الملائكة ،ولا يقال: ملّتي ملّة الملائكة ،فكلّ ملّةٍ دين وليس كل دينٍ ملة
النبيّ يعبّر عن امتنانه الروحيّ لله
ويعبّر الأسلوب القرآني عن الفكرة من خلال التجسيد الحيّ المتمثّل في الشخص القدوة ،لأن الإنسانيتأثرعادةًبالمثال الحيّ ،أكثر ممّا يتأثر بالمثال المجرّد ،ولهذا أراد الله للنبيّ أن يناجي ربه بخشوع الإنسان المؤمن ،ليعبّر عن الامتنان الروحي لله في ما هداه وفي ما فتح له من نوافذ المعرفة التي تطل على آفاق الهدى والإيمان .
{قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِراطٍ مُّسْتَقِيمٍ} وتلك هي نعمته الكبرى ،لأنها تنقل الإنسان إلى أجواء الثقة والوضوح والامتداد في الخط المستقيم من البداية إلى النهاية المشرقة ،ليعيش الامتداد الرحب فيما بينهما ،بوعيٍ وطمأنينة{دِينًا قِيَمًا} أي: قائماً على مصالح الناس الذين يهتدون بهديه ،وقيّماً على أمورهم وقضاياهم ،لأنه يمثل القوّة المهيمنة ،المشرفة على تنظيم حياتهم من حيث التشريع ،أو من حيث القيادة .
{مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ} الذي كان يمثل الإخلاص لله{حَنِيفًا} أي: مائلاً عن خط الشرك ومنفتحاً على خط التوحيد ،{وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} بل كان يمثل المواجهة الفعّالة للشرك وللمشركين .