دينا قيما: دين يقوم به أمر الناس في معاشهم .وفي قراءة: «قيما » بفتح القاف وتشديد الياء: ومعناه أيضا: مستقيم ،ومنه قوله تعالى:{وَذَلِكَ دِينُ القيمة} يعني دين الأمة المستقيمة .
حنيفا: مخلصا لعبادة الله .
نسكي: عبادتي .
محياي ومماتي: كل ما آتيه في حياتي ،وما أموت عليه من الإيمان والعمل الصالح .
أبغي: أطلب .
الوزر: الحمل الثقيل والإثم .ومعنى «لا تزر وازرة وِزْرَ أخرى »
لا يؤخذ أحدٌ بذنب غيره .
خلائف: خلفاء ،مفرده خليفة .
ليبلوكم: ليختبركم .
لما كانت هذه السورة أجمعَ السور لأصولِ الدين ،مع إقامة الحجج عليها ودفع الشبهة عنها ،وإبطال عقائد أهل الشرك وخرافاتهم ،جاءت هذه الخاتمة بقول جامعٍ لجملة ما فُصّل فيها .وهو أن الدين القيّم والصراطَ المستقيم هو ملةُ إبراهيم دون ما يدّعيه المشركون ،وما حرّفه أهلُ الكتاب .وأن النبي عليه الصلاة والسلام مستمسكٌ به ،معتصِمٌ بحَبْله ،يدعو إليه قولاً وعملا .وأنه هو الذي أكمل الدينَ بعد أن انحرفت الأمم السابقة عنه .
ثم بيّن أن الجزاء عند الله على الأعمال ،لا يؤاخَذ أحدٌ بذنْب غيره ،وأن المرجعَ إلى الله ،فهو الذي يستخلف في الأرض من يشاء ويختبر البشر بالنِعم والنِقَم ،يتولّى عقاب المسيئين ورحمةَ المحسنين ،فلا واسطة بينه وبين عباده .
قل أيها النبي لقومك ولسائر البشر: إن ربّي أرشدني إلى طريق مستقيمٍ بلغ نهاية الكمال وكان هو الدينَ الذي اتّبعه إبراهيم مخلصاً في عبادة الله وحده ،مائلاً عن العقائد الباطلة ،فلم يعبد مع الله إلهاً آخر كما يزعم المشركون .