{نَقُصُّ عَلَيْكَ}: نتلو عليك .
{أَنبَآئِهَا}: النبأ: الخبر عن أمر عظيم الشأن ،ولذلك أخذ منه اسم نبيّ .
وهكذا يختم الله هذا الفصل الذي حدثنا فيه عن هؤلاء الأقوام الذين قصّ علينا أمرهم ،فقد كانوا قوماً ضالّين ،يعبدون الأصنام ويشركون بالله غيره ،ويكذبون بكل الحقائق الدينية ،وأرسل الله إليهم رسله بالبينات ،فصمّوا آذانهم عن الاستماع إليهم ،وأغلقوا قلوبهم عن التفكير والإيمان ،لأنهم لا يريدون أن تتغيّر حياتهم الفكرية والعملية عما درجوا عليه من عقائد آبائهم وأجدادهم وتقاليدهم ،وهذا هو السبب في انغلاق القلب عن الحقّ ،لأن توجهات الإنسان وتطلعاته هي التي تفتح قلبه وتغلقه ،في ما جعله الله من أسبابٍ في خلق الإنسان ،وهذا ما أثاره الله في قوله:{تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَآئِهَا وَلَقَدْ جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ بِمَا كَذَّبُواْ مِن قَبْلُ} من حقائق الإيمان{كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ} برسله وآياته .