{وَمَا وَجَدْنَا لأكْثَرِهِم مِّنْ عَهْدٍ} ،لأن الإنسان الذي لا يؤمن بالله ،كما ينبغي للإيمان أن يكون ،لا يشعر بما يلزمه بالمواثيق ،فهو لا يعطي ميثاقاً لأحدٍ يقيّده في حياته ،وإذا أعطى مثل هذا الميثاق لمصلحةٍ شخصيةٍ أو هوىً ذاتيّ ،فإنه لا يجد أساساً روحياً للالتزام به ،إذا لم يكن هناك ضغطٌ ماديّ يلزمه بذلك ،فعهد الإيمان بين الإنسان وربّه ،هو الذي يجعل من الإنسان إنساناً ملتزماً يحفظ للناس عهودهم .{وَإِن وَجَدْنَآ أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ} منحرفين عن خط الهدى والإيمان ،وذلك هو شأن الأكثرية التي اتّبعت أهواءها .أما المخلصون الذين وقفوا ضدَّ التيّارتيّار الكفر والشهوات والضلالفهؤلاء هم الأقليّة التي عرفت الحق فآمنت به ،وعرفت الرسول فصدّقته واتّبعته وسارت معه .