{سَيَنَالُهُمْ}: النول: اللحوق ،وأصله مدّ اليد إلى الشيء الذي يبلغه .
غضب الله على الضالين وتوبته على التائبين
أما هؤلاء الذين عبدوا العجل ،فهم على قسمين: أولئك الذين انحرفوا ثم تراجعوا وساروا من جديد في خط الاستقامة والإيمان ،وأولئك الذين استمروا على خط الضلال .{إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا} في ما أراده الله من ضرب الذلة والمسكنة عليهم ،من خلال الظروف التي تحيط بهم ،ومن خلال النفسية الوضيعة التي تجعلهم يواجهون الحياة من موقع صغائرها لا من موقع الأهداف العليا .وبذلك فهم يُسقطون أنفسهم تحت أقدام الأقوياء والأغنياء ،ليحصلوا على بعض الشهوات والامتيازات الذاتية ،فيعيشون الذل في الموقف ،والانسحاق في النفسية والروحية أمام الآخرين .
{وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ} الذين افتروا على الله الكذب ،فجعلوا له شريكاً من غير حجّةٍ ولا برهان .وربما نستفيد من هذه الآية ،استحقاق العذاب لهؤلاء من خلال اتخاذهم العجل إذا استمروا في هذا الاتجاه ،أما الذين تراجعوا فلا عقاب لهم ،لأنهم بدّلوا الموقف ،وابتعدوا عن الافتراء ...وقد نستوحي ذلك من الآية التالية .