{إن الَّذِينَ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ ( 152 ) وَالَّذِينَ عَمِلُواْ السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُواْ مِن بَعْدِهَا وَآمَنُواْ إن رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ( 153 ) وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ ( 154 )}
المفردات:
غضب من ربهم: المراد بغضب ربهم: عذاب الآخرة .
وذلة في الحياة الدنيا: أي: وتشريد في الأرض وإخراج من الديار ،بحيث لا تكون لهم عزة كعزة أصحاب الوطن .
المفترين: أي: المختلفين أشنع الكذب على الله تعالى .
{152 - إن الَّذِينَ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا ...} الآية .
تأتي هذه الآية ،والآية التالية ،بمثابة الجملة المعترضة ؛لتبين عقوبة المفترين ،وجزاء توبة التائبين .
والمعنى: أن الذين اتخذوا العجل إلها ،وعبدوه من دون الله تعالى ؛سينالهم غضب من الله عليهم ،وعقوبة في الآخرة وذلة ومسكنة وهوان في الحياة الدنيا ،أو غضب من الله وذلة ومسكنة لهم في الدنيا والآخرة .
وقد ورد هذا المعنى في سورة البقرة وغيرها .
وتفيد آيات القرآن أن الله غضب على اليهود لتحريفهم التوراة ،وإدخالهم فيما ما ليس منها ،وعدوانهم في السبت ،ودعواهم أنهم أبناء الله وأحباؤه وأكلهم الربا بعد أن نهاهم الله عنه ،وأكلهم أموال الناس بالباطل .
كما تفيد آيات القرآن أن الله لعنهم وسلط عليهم من ينتقم منهم ،وسيتكرر ذلك إلى يوم القيامة .
كما تفيد الأحاديث النبوية الصحيحة أن المسلمين سيقاتلون اليهود وينتصرون عليهم قبل قيام الساعة .
{وكذلك نجزي المفترين} .
ومثل ذلك العذاب الانتقام يصيب كل مفتر وينال كل ظالم ،في كل زمان ومكان .
قال ابن عباس: كذلك أعاقب من اتخذ إلها دوني .
وقال مالك ابن أنس: ما من مبتدع إلا وهو يجد فوق رأسه ذلة وقرأ هذه الآية .
وقال سفيان بن عيينة: كل صاحب بدعة ذليل .