جزاء الذين اتخذوا العجل
إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ ( 152 ) وَالَّذِينَ عَمِلُواْ السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُواْ مِن بَعْدِهَا وَآمَنُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ( 153 )
غضب موسى ، وغضب له ربه ؛ ولذا قال تعالى:{ إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم} .
أكد سبحانه وتعالى أن الذين اتخذوا العجل بأن صنعوه بأيديهم ، وعبدوه من دون الله فاتخذوه إلها تقليدا وعماية عن الحق ، وعن الإيمان بالآيات البينات ، حكم الله تعالى عليهم بسبب اتخاذهم العجل فقال:{ سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا} .
السين في سينالهم لتأكيد ما ينزل بهم و{ غضب} حال تقوم بالذات العلية ، وهي غير غضبنا ، وإن مظهره عذاب شديد ، وبعد عن رحمته{. . . . . . . . . .ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم . . . . . . . . ( 77 )} ( آل عمران ) وذلك إذا لم يتوبوا إليه ، كما تدل على ذلك الآية التالية لهذه .
وينالهم مع الغضب ذلة ، وهي ذلة المبطل إذا ظهر الحق ، وتضرب عليهم الذلة إلى يوم القيامة عن لم يتوبوا إلى ربهم ، ويرجعوا إليه .
وإن ذلك جزاء المجرمين ؛ ولذا قال تعالى:{ وكذلك نجزي المفترين} ، أي كهذا الذي ينالهم حتما من غضب الله الذي يكون أثره العذاب الشديد ، والبعد عنه ، والذلة تكون جزاء المجرمين الذي مردوا على الإجرام والمخالفة والعصيان ، أي صار الإجرام وصفا ملازما لهم ، لا يخرجون منه ولا يتركهم ؛ لأنهم لا يتوبون ، وقد فتح الله تعالى باب التوبة مما يدل على أن ذلك العقاب هو لغير الذين يتوبون ويعملون الصالحات .