ولقد كان موسى – عليه السلام –شديد الغضب ، لكنه كان سريع الفيئة ؛ ولذا قال راجعا إلى الحق في أمر أخيه معلنا الرضا . فقال:{ رب اغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحم الراحمين} .
طلب الغفران لنفسه لأنه يحس كما يحس الأبرار بقصور نفسي من تقصير حقيقي ، ولأنه ألقى التبعة على أخيه ، وما قصر أخوه ، وأن يغفر لأخيه ، إذا كان لم يحملهم على الجادة ، ولم يمنعهم عن غيهم ، ثم يقول:{ وأدخلنا في رحمتك} التي كتبتها للمؤمنين ،{ وأنت أرحم الراحمين} .
وهنا إشارة بيانية في القول فإن هارون قال{ ابن أم} وهو نداء استعطاف واسترحام ، وخصت الأم بالذكر ؛ لأنها مجتمع الحنان والرفق والمودة بين أولادها .