{فَذَرْهُمْ يَخُوضُواْ وَيَلْعَبُواْ} في ما اختاروه لأنفسهم من الخوض في الباطل ومن الاستغراق في اللعب ،فلم تكن الحياة عندهم حالةً جدّيةً تنطلق لتحدّد للإنسان نظام حياته الذي يركز وجوده على قاعدةٍ ويقود مسيرته في خط الصراط المستقيم ،بل كانت حالة لهوٍ ولعبٍ وعبثٍ وخوضٍ في وحول الباطل الذي لا يخدم أيّ شيء في واقع الحياة وحركتها ،فلا تتوقف عندهم لتتجمد ولتعتبر أن دعوتك قد وصلت إلى طريق مسدود ،لأنهم لا يمثّلون أوّل الخلق وآخره ،فهناك خلقٌ كثيرٌ آمنوا قبلهم ،كما أن هناك خلقاً كثيراً سيؤمنون من بعدهم .فتابع مسيرتك واتركهم لتدبير ربك في ما يدبّره من شوؤنهم{حَتَّى يُلاقُواْ يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ} وهو يوم القيامة الذي كانوا ينكرونه ،ليواجهوا الحقيقة الماثلة أمام أعينهم في ما يشبه الصدمة أو المفاجأة ،