{وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً} أي خلق كلَّ واحدٍ منكم تاراتٍ متنوّعةٍ ،وذلك في ما تعبر عنه الأطوار الجنينية من النطفة إلى العلقة إلى المضغة إلى الهيكل العظمي إلى الخلق الكامل ،أو في ما تعبر عنه مراحل النموّ الإنساني من الطفولة إلى الشباب ،إلى الشيخوخة .
وربما يكون المراد تعدّد الأطوار بتعدّد الأشخاص والجماعات في اختلاف ألوانهم وألسنتهم وأوضاعهم الجسدية المتنوّعة .
ولا بد لهذا التنوّع العجيب في خلق الإنسان من دلالاتٍ وجدانيةٍ فكريةٍ على سرّ العظمة في القدرة الإلهية التي تخلق ما تخلق من دون مِثال ،وتُبدع الألوان والأوضاع والأحجام المختلفة من نطفةٍ مماثلةٍ لا تختلف أشكالها ولا طبيعتها ولا أحجامها ،فكيف انطلق التعدد من الوحدة ؟