{إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحَاً طَوِيلاً} من جهة ما يخوض فيه الناس من أشغال ومهمات وأوضاع على مستوى الدعوة والحركة والعلاقة والتحدي والصراع ،تماماً كما هي السباحة في الماء التي يواجه فيها السابحون التيارات القويّة ،فينزلون إلى الأعماق تارةً ،ويمتدون مع التيار أحياناً ،ويرتفعون مع الأمواج الطاغية أحياناً أخرى ،لتأخذ كل الحركة من جهدهم البدني ،ومن هدوئهم النفسي ،مما لا يدع لهم أيّ شعورٍ بالفراغ ،وأيّ إحساسٍ بالانفتاح على الذات وعلى الحياة ،ولهذا كان الليل ساحة الذكر والقيام والروحانية ،والهدوء المنساب مع صفاء الظلام .