ويضيف في الآية الأُخرى: ( إنّ لك في النهار سبحاً طويلاً ) .
أي إنّك مشغول بهداية الخلق وإبلاغ الرسالة وحلّ المشاكل المتنوعة ،ولا مجال لك بالتوجه التام إلى ربّك والانقطاع إليه بالذكر ،فعليك بالليل والعبادة فيه .
وهناك معنى أدق وتفسير يناسب الآيات السابقة أيضاً هو: أنّك تتحمل في النهار مشاغل ثقيلة ومساعي كثيرة ،فعليك بعبادة الليل لتقوى بها روحك وتستعد للفعاليات والنشاطات الكثيرة في النهار .
«سبح »: على وزن مدح ،وتعني في الأصل الحركة والذهاب والإيّاب ،ويطلق على السباحة لما فيها من الحركة المستمرة ،وكأنّه يشبه المجتمع الإنساني بالمحيط اللامتناهي الذي يغرق فيه الكثير من الناس ،وأمواجه المتلاطمة تتحرك في كل الجهات ،وفيها من السفن المضطربة التي تبحث عن الملجأ الأمين ،والرّسول( صلى الله عليه وآله وسلم ) هو المنجي الوحيد للغريق ،وقرآنه سفينة النجاة الوحيدة في هذا المحيط ،فعلى هذا السبّاح العظيم أن يهيئ نفسه يومياً بالعبادة الليلة لإتمام هذه المهمّة والرسالة العظيمة .