{رَّبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ} بما يعنيه ذلك من ربوبيته للعالم كله ،باعتبار أن المشرق والمغرب يمثلان الجهتين اللتين يتوجه إليهما الوجود المتحرك ،ما يدل على أنه يتجه إلى الله في كل وجهة يتجه إليها ،لأن الله هو رب الجهات كلها ،بحسب المعنى الكنائي في هذا أو ذاك ،{لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ} فهو وحده الإِله ،لأن كل من عداه في الكون فهو مألوهٌ له ،وخاضعٌ لإِرادته ،ومنقادٌ لتدبيره ،فكيف يكون إلهاً معه ،وذلك هو التصوّر الذي يوحي بالثقة والاستسلام له في كل شيء ،والاعتماد عليه في كل قضية ،والرجوع إليه في كل مشكلة ،{فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً} على أساس قدرته وحكمته ورحمته وربوبيته في تدبيره .