{رَّبِّ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا} الذي يملك الكون كله ،والأمر كله ،فيعذب من يشاء ،ويغفر لمن يشاء ،{الرَّحْمَنِ} الذي يطل على خلقه من موقع رحمته التي قد تتمثل بالعقاب للطغاة ،وقد تتمثل بالثواب للمتقين .ومهما كانت الرحمة في إيحاءاتها التي تفتح قلوب الناس ومشاعرهم على الله ،حتى ليحسوا بالاقتراب منه ،فإن ذلك لا يستوجب زوال الهيبة من نفوسهم ،فهم يقفون بين يديه في موقع الحساب ،ولكن{لاَ يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَاباً} في ما يفعل أو يقول ،ولا يستطيعون الشفاعة لديه ،لأن الأمر له ،فلا يملك أحد معه كلاماً في أيّ شأن من الشؤون في مواقع القدرة والجلال .