وفي آخر آية من الآيات المبحوثة ،يضيف: ( ربّ السموات والأرض وما بينهما الرحمن ) .
نَعم: إنّه مالك العالم ،ومدبّر ما فيه ،وموجه كلّ حركاته وسكناته ،إنّه الرحمن الذي شملت رحمته كلّ شيء ،وهو واهب الصالحين ما وعدهم به القرآن الكريم .
وبما أنّ صفة «الرحمن » تشمل رحمة اللّه العامّة لكلّ خلقه ،فيمكن حمل إشارة الآية إلى أنّ اللّه تبارك وتعالى يشمل برحمته أهل السماوات والأرض في الحياة الدنيا ،إضافة لما وعد به المؤمنين من عطاء دائم في الجنّة .
وذيل الآية ،يقول: ( لا يملكون منه خطاباً ) .
ويمكن شمول «لا يملكون » جميع أهل السماوات والأرض ،أو جميع المتقين والعاصين الذين يجمعون في عرصة المحشر للحساب والجزاء .
وعلى أيّ القولين ..فالآية تشير إلى عدم القدرة على الاعتراض أو الردّ من قبل كلّ المخلوقات أمام محكمة العدل الإلهي ،لأنّ حسابه جلّ اسمه من الدقّة والعدل واللطف ما لا يفسح المجال أمام أي اعتراض .
بل ولا يسمح في ذلك اليوم بالتشفع لأيٍّ كان إلاّ بإذن خاص منه جلّت عظمته ،وهو ما تشير إليه الآية ( 255 ) من سورة البقرة: ( مَن ذا الذي يشفع عنده إلاّ بإذنه ) .
/خ37