{وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ} ليزيل من نفوسهم كل شعورٍ بالقلق والخوف والاهتزاز ،ليندفعوا إلى المعركة بقوّة وثباتٍ ،ليعطوا كل طاقاتهم للقتال في إحساسٍ عميق بأنهم لا يصنعون النصر عندما يصنعونه بقوتهم الذاتية ،كما لا يصنعه الملائكةلو صنعوهبل هو من عند الله ،من خلال ما تتحرك به ألطافه وتفيض به رحمته من أسباب النصر ،لأن الأمور كلها بيده ،في آفاق الغيب ،وفي آفاق الواقع ...
النصر من عند الله
{وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} ،فهو الذي يهيّىء له أسبابه ،بعيداً عن قضية الكثرة والقلة ،وعن العدّة العسكرية والمادية في السلاح والمال ،وهو الذي ينصرهم بعزته التي لا تغلب ،وبحكمته التي لا تتبدّل .
وهكذا عاش المسلمون في طمأنينةٍ روحيّةٍ ،وشعور عميق بالأمن ،فاستسلموا لإغفاءةٍ طويلة ،يتخفّفون بها من الجهد والتعب ،ويعيشون فيها راحة الجسد ،إلى جانب ما عاشوه من راحة الروح .