{رِجْزَ}: الرجز: الشّيء المستقذر حساً أو معنىً .
{وَلِيَرْبِطَ}: الربط على القلب: اطمئنانه .
{إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ} واستفاقوا محدثين بالجنابة التي أصابتهم بسبب الاحتلام الذي يعبر عنه القرآن برجز الشيطان ،كتعبيرٍ عن القذارة التي يختزنها معنى الرجز ،وعن الشهوة التي هي مثار الحركة لدى الشيطان في عملية الإغواء والإضلال ...وربما كان هناك سبيل آخر لوسوسة الشيطان .
وكانوا بحاجة إلى الماء للشرب أو الطّهارة ،وكان المشركون قد سبقوهم إلى الماء ،وكانت هناك مشكلة أخرى ،فقد نزلوا على كثيب من الرمال تغوص به الأقدام فيمنعها من الثبات ،مما قد يعطّل حرية التحرك في المعركة في ما يثيره من الغبار الذي يحجب الرؤية ،وما يبعثر به الأقدام ،فأنزل الله المطر خفيفاً ليطهّرهم به ،وليثبّت به الأرض لئلا تزلّ بها الأقدام{وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَآءِ مَآءً لِّيُطَهِّرَكُمْ بِهِ} من حدث النوم أو الجنابة{وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ} ،في ما يحس به المؤمنون من أنهم يعيشون تحت رعاية الله ،حتى في مثل هذه الأمور العادية .{وَيُثَبِّتَ بِهِ الأقْدَامَ} في ما أحدثه المطر من تثبيت الأرض ،أو ما أثارته الرعاية الإلهية من تثبيت المواقف .