{زَحْفاً}: الزحف: الدنو قليلاً قليلاً .
{الأَدْبَارَ}: جمع دبر وهو الخلف ،والمراد به الهزيمة .
مناسبة النزول
في الدر المنثور: «أخرج ابن جرير عن محمد بن قيس ومحمد بن كعب القرظيّرضي الله عنهماقالا: لما دنا القوم بعضهم من بعض ،أخذ رسول الله( ص ) قبضة من تراب فرمى بها في وجوه القوم ،وقال: شاهت الوجوه فدخلت في أعينهم كلهم ،وأقبل أصحاب رسول الله( ص ) يقتلونهم ،وكانت هزيمتهم في رمية رسول الله( ص ) ،فأنزل الله:{وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} إلى قوله{سَمِيعٌ عَلِيمٌ} » .
وفيه أيضاً: «أخرج ابن أبي شيبة ،وأحمد وعبد بن حميد ،والنسائي ،وابن جرير ،وابن المنذر ،وابن أبي حاتم ،وأبو الشيخ ،وابن مردويه ،وابن منده ،والحاكم ،وصححه والبيهقي في الدلائل عن ابن شهاب ،عن عبد الله بن ثعلبة بن صغير: أن أبا جهل قال حين التقى القوم: اللهم أقطعنا للرحم وآتانا بما لا نعرف فأحنه الغداة ،فكان ذلك استفتاحاً منه ،فنزلت:{إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَآءَكُمُ الْفَتْحُ} الآية .
وتستمر الآيات في أجواء المعارك التي يخوضها المسلمون دفاعاً عن الحقّ وهجوماً على الباطل ،فتثير أمامهم قضية الفرار من الزحف ،فتعتبره من الكبائر التي يُستَحقُّ عليها دخول النار .{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ} ،ولا تنهزموا أمامهم وتستدبروهم ،