{مُتَحَرِّفاً}: المتحرّف للقتال هو الذي يكرّ بعد أن يفرّ يُري عدوه أنه منهزم ،ثم يعطف عليه .
{مُتَحَيِّزاً}: منحازاً .
{وَمَأْوَاهُ}: ملجأه .
{وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ} أي ظهره في حالة لقاء العدوّ ،{إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ} وذلك إذا أراد الانتقال من جهة إلى أخرى في عمليةٍ تراجعيةٍ تمويهيةٍ ،يحاول من خلالها الالتفاف على العدوّ والهجوم عليه من جديد على أساس خطةٍ عسكريةٍ مدروسةٍ{أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ} فينحاز إلى جماعته وجبهته ،ليقاتل من موقعٍ قويّ ،لا من حالة فردية ...{فَقَدْ بآءَ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ} .أي رجع بسخط الله ،{وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} ،لأنّ هذه المعصية ليست كبقيّة المعاصي الفردية المحدودة التي تتصل بالحياة الخاصة للعاصي ،بل تمتد لتهزم المسيرة الإسلامية كلها ،عندما يقع المسلمون في قبضة الهزيمة التي يختارونها في مواقف الضعف الداخلي الذي ينطلق من حبّ الحياة وكراهة الموت .
وقد جاء في حديث الفضل بن شاذان ،أن الإمام علي بن موسى الرضا( ع ) كتب من جواب مسائله: «وحرّم الله الفرار من الزحف ،لما فيه من الوهن في الدين ،والاستخفاف بالرسل والأئمة العادلة( ع ) ،وترك نصرتهم على الأعداء ،والعقوبة لهم على إنكار ما دعوا إليه من الإقرار بالربوبية وإظهار العدل وترك الجور وإماتة الفساد ،لما في ذلك من جرأةِ العدو على المسلمين ،وما يكون في ذلك من السبي والقتل وإبطال دين اللهعز وجل،وغيره من الفساد »