/م15
المفردات
المنحرف لقتال وغيره: هو المنحرف على جانب إلى آخر ،ومن الحرف وهو الطرف .
الفئة: الطائفة من الناس .
المأوى: الملجأ الذي يأوي إليه الإنسان .
16 –{وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} .
أي: ومن يولهم حين تلقونهم ظهره إلا متحرفا لمكان رآه أحوج إلى القتال فيه أو لضرب من ضروبه رآه أنكى بالعدو ،كان يوهم خصمه أنه منهزم منه ليغريه باتباعه حتى إذا انفرد عن أنصاره كر عليه فقتله ؛أو متنقلا إلى فئة من المؤمنين في جهة غير التي كان فيها ليشد أزرهم وينصرهم على عدو تكاثر جمعه عليهم ،فصاروا أحوج إليه ممن كان معهم – من فعل ذلك ؛فقد رجع متلبسا بغضب عظيم من الله ومأواه الذي يلجأ إليه في الآخرة جهنم دار العقاب وبئس المصير .
ذلك أن المنهزم أراد أن يأوي إلى مكان يأمن فيه الهلاك ،فعوقب بجعل عاقبة دار الهلاك والعذاب الدائم وجوزى بضد غرضه .
وفي الآية دلالة على أن الفرار من الزحف من كبائر المعاصي ،وجاء التصريح بذلك في صحيح الأحاديث ؛فقد روى الشيخان عن أبي هريرة مرفوعا:"اجتنبوا السبع الموبقات( المهلكات ) قالوا: يا رسول الله وما هن ؟قال: الشرك بالله ،والسحر ،وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ،وأكل الربا ،وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف ،وقذف المحصنات الغافلات ".
وقد خصص بعض العلماء هذا بما إذا كان الكفار لا يزيدون على ضعف المؤمنين .
قال الشافعي: إذا غزا المسلمون فلقوا ضعفهم من العدو حرم عليهم أن يولوا إلا متحرفين لقتال أو متحيزين إلى فئة ،وإن كان المشركون أكثر من ضعفهم لم أحب لهم أن يولوا ،ولا يستوجبون السخط عندي من الله لو ولوا عنهم على غير التحرف للقتال أو التحيز إلى فئة .وروى عن ابن عباس قال: من فر من ثلاثة فلم يفر ،ومن فر من اثنين فقد فر .