{مُّسْتَضْعَفُونَ}: الاستضعاف: عدُّ الشيء ضعيفاً بتوهين أمره .
{يَتَخَطَّفَكُمُ}: التخطف والخطف والاختطاف: أخذ الشيء بسرعة انتزاع .
{فَآوَاكُمْ}: الإيواء: جعل الإنسان ذا مأوى ومسكن يرجع إليه ويأوي .
{وَأَيَّدَكُم}: التأييد: من الأيد وهو القوّة .
{وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأرضِ} في مكّة أمام قوّة قريش وجبروتها ،{تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ} في ما يمثّل ضعفكم في العدّة والعدد ،بحيث كنتم عرضةً للاختطاف في ما يمثله ذلك من ذلٍّ ومهانةٍ واستضعاف .
ولكنّ هذا الواقع قد تبدل إلى واقعٍ جديد بعد الهجرة ،فقد أعطاكم الله القوّة من خلال دينه ،وهيّأ لكم الأرض الطيّبة التي استقبلتكم بكل محبّةٍ وإيمان ؛{فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ} في ما قدّمه لكم من وسائل النصر ،وأثاره فيكم من روح القوة ...{وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ} من خلال ما وسّعه عليكم من رزقه الحلال الطيب من مختلف الأشكال والألوان ،بعد المعاناة الطويلة التي لاقيتموها في مكّة من ضيق العيش ،وجشوبة المأكل .{لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} الله على ذلك كلّه ،بالسير على هداه ،والعمل على رضاه ،والجهاد في سبيله ،فإنّ ذلك هو التجسيد الحيّ للشكر العملي على نعم الله الوافرة وألطافه الرضيّة ،ورحمته الواسعة .