ثم يشفع الله هذا التحذير بتذكيرهم بنعمة الله عليهم حينما استجابوا وتضامنوا في المسؤولية والحرص على إعلاء كلمته ،وكيف نظر الله إليهم على قلتهم فكثّرهم ،وإلى ضعفِهم فقوّاهم ،وخوفهم فآمنهم ،فقال:
{واذكروا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأرض ...} تذكّروا أيها المؤمنون ،وقت أن كنتم عدداً قليلا ،وضعفاء يستغلّ أعداؤكم ضعفكم ،وقد استولى عليكم الخوف من أن يتخطفكم أعداؤكم فيفتكوا بكم .يومئذٍ آواكم أيها المهاجرون إلى يثرب حيث تلقّاكم الأنصار ،وأيدكم وإياهم بنصره في غزواتكم ،ورزَقكُم الغنائم الطيبة رجاء أن تشكروا هذه النعم فتسيروا في طريق الجهاد لإعلاء كلمة الله .