ثم يأتي النداء الرابع ،وفيه ينبّههم إلى أن مخالفة الله في أوامره- ومن أشدِّها إفشاء سر الأمة للأعداء - خيانةٌ لله ولرسوله وخيانة للأمة ،وحسب الخائنين سقوطا عند الله قوله تعالى:{إِنَّ الله لاَ يُحِبُّ الخائنين} [ الأنفال: 59] .
يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول بموالاة الأعداء ،ولا تخونوا الأمانات التي تكون بينكم ،فالخيانة من صفات المنافقين ،والأمانة من صفات المؤمنين .
وأكبر خيانة في الوقت الحاضر هي قعود المسلمين عن الجهاد في سبيل الله ،وتركُ المسجد الأقصى في يد أعداء الله اليهود .فالخيانة بكل معانيها صفة مذمومة .روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «آية المنافق ثلاث: إذا حدّث كذب ،وإذا وعد أخلَف ،وإذا ائتُمِن خان ،وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم » .
{وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} وأنتم تعلمون مفاسد الخيانة وتحريم الله لها وسوء عاقبتها في الدنيا والآخرة .