يحذّر الله هنا من شهوة النفس في الحرص على المال والولد ،ذلك أن فتنة الأموال والأولاد عظيمة لا تخفى على ذوي الألباب ،فلا تغلِّبوا أيها المؤمنون ،محبة المال والولد على محبة الله تعالى .
إن ذلك يفسِد أموركم .فيجب على المؤمن الصادق الإيمان أن يتقي الفتنة في المال بأن يكسبه من الحلال وينفقه في سبيل البر والإحسان ،ويتقي الفتنة في الأولاد بحسن تربيتهم وتعويدهم الفضائل وحسن الأخلاق .
{وَأَنَّ الله عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} يجزيكم به عن المال والولد ،فعليكم أن تؤثروا ما عند ربكم .
لمّا حذّر الله تعالى عن الفتنة بالأموال والأولاد ،قفّى على ذلك بطلب التقوى التي هي أساس الخير كله ،وأن التقوى شجرة مثمرة ،أعظم ثمارها الفرقان والنور الذي يبصرّنا بالحق والعدل والصلاح ،والذي به نهتدي ونسعد ،كما تُمحى سيئاتنا ،ويغفر الله لنا ذنوبنا ،وبه تفتح لنا أبواب السماء .