ابتداء جملة:{ واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة} بفعل{ اعلموا} للاهتمام كما تقدم آنفاً عند قوله:{ واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه}[ الأنفال: 24] وقوله{ واعلموا أن الله شديد العقاب}[ الأنفال: 25] وهذا تنبيه على الحذر من الخيانة التي يحمل عليها المرءَ حبُ المال وهي خيانة الغلول وغيرها ،فتقديم الأموال لأنها مظنة الحمل على الخيانة في هذا المقام .
وعطف الأولاد على الأموال لاستيفاء أقوى دواعي الخيانة ،فإن غرض جمهور الناس في جمع الأموال أن يتركوها لابنائهم من بعدهم ،وقد كثر قرن الأموال والأولاد في التحذير ،ونجده في القرآن ،قيل إن هاته الآية من جملة ما نزل في أبي لبابة .
وجيء في الإخبار عن كون الأموال والأولاد فتنة بطريق القصر قصراً ادعائياً لقصد المبالغة في إثبات أنهم فتنة .
وجُعل نفس « الأموال والأولاد » فتنة لكثرة حدوث فتنة المرء من جراء أحوالهما ،مبالغة في التحذير من تلك الأحوال وما ينشأ عنها ،فكأن وجود الأموال والأولاد نفس الفتنة .
وعطف قوله:{ وأن الله عنده أجر عظيم} على قوله:{ أنما أموالكم وأولادكم فتنة} للإشارة إلى أن ما عند الله من الأجر على كف النفس عن المنهيات هو خير من المنافع الحاصلة عن اقتحام المناهي لأجل الأموال والأولاد .