تحذير مبطن من فتنة الأموال والأبناء
{وَاعْلَمُواْ أَنَّمَآ أَمْوَلُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ} .فليست الأموال امتيازاً ذاتياً للطغيان والتجبّر ،وليس الأولاد منحةً شخصية للشعور بالقوة والخيلاء ،بل هي أمانة في مستوى المسؤولية ،ونعمةٌ في مستوى الامتحان .فقد أراد للأموال أن تكون من حلال وأن تصرف في الحلال ،كما أراد للأولاد أن يكونوا مؤمنين صالحين عاملين بما يرضي الله ويصلح الناس .فهي فتنةٌ ،يُفتن الإنسان بها ويُختبر ،ليُعرف ما إذا كان يقوم فيها بما يستوجب مرضاة الله أو بما يستوجب سخطه ،فإذا قام الإنسان فيها بطاعة الله ،فإنه سيحصل على الثواب الكبير منه .{وَأَنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} لمن آمن به وأخلص له الإيمان والطاعة .وهكذا يعتبر القرآن ملكية المال وظيفةً إنسانية ،من أجل تحويله إلى طاقة حيّةٍ منتجةٍ من أجل بناء الحياة والإنسان ،كما يعتبر الأُبوَّة للأولاد رسالةً يؤديّ أحد الأبوينأو كلاهمامن خلالها مهمّته ،ويقوم بدوره في تربية الأعضاء الفاعلين للأمة الذين يعملون من أجل المعاني الروحية والإنسانية التي جاءت بها الرسالات الإلهية إلى العالم .