هنا أمرنا الله أن نتقي الفتن الاجتماعية التي لا تخص الظالمين ،بل تتعداهم إلى غيرهم ،وتصل إلى الصالح ،فقال:{واتقوا فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الذين ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً} قال ابن عباس: أمر الله المؤمنين أن لا يُقرّوا المنكّر بين أظهُرهم فيعمّهم العذاب .وفي صحيح مسلم عن زينب بنت جحش أنها سألت رسول الله ،فقالت له: يا رسول الله أنِهلك وفينا الصالحون ؟قال: نعم ،إذا كثر الخبث .
فاتقوا أيها المؤمنون الفتن ،واضربوا على أيدي المجرمين ،فإن الذنب العظيم مفسدٌ جماعتكم ولا يصيب الذين ظلموا وحدهم ،بل يصيب الجميع .والأفرادُ في نظر القرآن مسؤولون عن خاصة أنفسهم ،ومسؤولون عن أمتهم أيضاً فإذا قصروا في أحد الجانبين أو فيهما- عرّضوا أنفسهم وأمتهم للدمار والهلاك .
{واعلموا أَنَّ الله شَدِيدُ العقاب} للأمم والأفراد إذا سكتوا عن الفحشاء والمنكَر فيهم ،ولم يتلافوا المفاسد التي تحصل بينهم .