{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ} وتلك هي وجوه الأشقياء الذين رفضوا مواقف الخشوع لله في الدنيا ،فلم يستغرقوا في مواقع عظمته ،ولم يعيشوا روحية العبودية في الابتهال إليه ،والصلاة بين يديه ،والانفتاح على آفاق رحمته في مواقف رضاه ،بل استكبروا وعاندوا وتمردوا على رسوله وكتابه ،فجاءت الغاشية ،التي أطبقت عليهم من كل جانب ،فلا يجدون ،الآن ،مجالاً للفرار ولا للخلاص ،ليعيشوا الخشوع في أجواء الذلّ والانكسار عندما يواجهون المصير المظلم في حاضرهم الذي تنتظره جهنم لتحتويهم في داخلها .