قوله تعالى:{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ تَصْلَى نَاراً حَامِيَةً} .
اتفقوا على أن يومئذٍ ،يعني يوم القيامة .
وقال أبو حيان: والتنوين فيه تنوين عوض .وهو تنوين عوض عن جملة ،ولم تتقدم جملة تصلح أن يكون التنوين عوضاً عنها ،ولكن لما تقدم لفظ الغاشية .
وأل موصولة باسم الفاعل ،فتنحل للتي غشيت أي للداهية التي غشيت ،فالتنوين عوض من هذه الجملة التي انحل لفظ الغاشية إليها ،وإلى الموصول الذي هو التي ،وهذا مما يرجح ويؤيد ما قدمناه ،من أن الغاشية هي القيامة وجوه يومئذٍ خاشعة ،بمعنى ذليلة .
قال أبو السعود: هذا وما بعده وقع جواباً عن سؤال ،نشأ من الاستفهام التشويقي المتقدم ،كأنه قيل من جانبه صلى الله عليه وسلم"ما أتاني حديثها ،فأخبره الله تعالى .فقال: وجوه "إلخ .
قال: ولا بأس بتنكيرها لأنها في موقع التنويع ،أي سوغ الابتداء بالنكرة كونها في موقع التنويع: وجوه كذا ،ووجوه كذا .
وخاشعة: خبر المبتدأ ،أي وما بعده من صفاتهم .