{قَاتِلُوهُمْ} فذلك هو الأمر الحاسم الذي يلغي وجود الشرك كقوّة في الجزيرة العربية ،ويزيل تأثيره من النفوس ،ويدفع الناس إلى شجاعة الموقف الذي يدعوهم إلى الإيمان ،ولكن يمنعهم من ذلك خوفهم من المشركين ،{يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ} لأنكم تنفِّذون إرادة الله في جهادكم وقتالكم لهم ،{وَيُخْزِهِمْ} بهزيمتهم المنكرة المنتظرة أمامكم{وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ} بإيمانكم وثباتكم وجهادكم في سبيل الله{وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ} في ما لاقوه من التعسف والاضطهاد والإذلال والتشريد من جماعة المشركين ،من أجل أن يفتنوهم عن دينهم .وقد ينبغي لنا أن نؤكد على أن شفاء صدور هؤلاء المؤمنين لا ينطلق من عقدةٍ ذاتيةٍ مكبوتةٍ ،لتبتعد المسألة عندهم عن الأجواء الرسالية العامة ،بل ينطلق من حالةٍ إيمانيّةٍ عميقة ،لأنهم اضطهدوا وشُرّدوا وعُذِّبوا من أجل الله ،فكانت مشاعرهم المضادّة للمشركين بعيدة عن الجانب الشخصي ،لأنها متصلةً بالجانب الرسالي في حركته المرتبطة بالجانب السلبي أو الإيجابي من العلاقات الإنسانية