/م13
فقوله:{ قاتلوهم} معناه باشروا قتالهم كما أمرتم ، فإنكم إن تقاتلوهم{ يعذبهم الله يأيديكم} بتمكينها من رقابهم قتلا ، ومن صدورهم ونحورهم طعنا ، يعقبهم في قلوبهم يأسا ، لا يدع في أنفسهم بأسا ، فالظاهر أنه تعالى أسند التعذيب إلى اسمه ؛ لأنه أمر زائد على أسبابه من الطعن والضرب ، وما يفضيان إليه من القتل والجرح ، وكل قوم يقاتلون فإنهم يصابون بالطعن والضرب ، ويقتل بعضهم ويجرح بعض ، ولا يسمون معذبين بذلك وحده فإن الغالب والمغلوب فيه سواء ، وإنما يدل هذا الإسناد على أنه تعالى سيحدث في أنفس المشركين في هذا القتال ألما نفسيا لعل أظهر أسبابه اليأس ، ولذلك قال:{ ويخزهم} بذل الأسر والقهر والفقر لمن لم يقتل منهم .
{ وينصركم عليهم} أكمل النصر وأتمه ، بحيث لا يعود لهم بعد هذه المرة قوة ولا سلطان يعودون به إلى قتالكم ، كما كان شأنهم بعد نصركم عليهم في بدر وغيرها .
{ ويشف صدور قوم مؤمنين} كان هؤلاء المشركون قد نالوا منهم ما نالوا في سلطانهم ، فكان في صدورهم من موجدة القهر والذل ما لا شفاء له إلا بهذا النصر عليهم ، وهؤلاء المؤمنون هم الذين غدر بهم المشركون كخزاعة ، والذين كانوا في دار الشرك عاجزين عن الهجرة .