{جَاهِدِ}: الجهاد: ممارسة الأمر الشاق وأصله من الجهد .
{وَاغْلُظْ}: الغلظة ضد الرقة ،وهي الخشونة .
{وَمَأْوَاهُمْ}:المأوى: اسم للمكان الذي يأوي الإنسان إليه ،أي ينزل فيه .
{وَبِئْسَ}: كلمة تستعمل في جميع المذامّ ،تأتي بمعنى ساء .
مجاهدة الكفار والمنافقين
ويتصاعد أسلوب المواجهة ضد الكفار والمنافقين الذين قد يستفيدون من الخطّة النبويّة التي تعتمد اللين والرفق في التعامل معهم وردّ تحدياتهم ،فقد كان النبي محمد( ص ) يحاول أن يدفع الأمور إلى ساحة السلام الذي يفسح المجال للحوار أن يفرض أسلوبه على الآخرين ،فيقودهم إلى القناعة من موقع الفكر الذي يتأمل ويتدبر ويناقش ويحاكم ويحكم ،فإن الفكر سينتهي إلى إيجابيّة الوقوف مع الإسلام من خلال ما يملكه من دلائل وبيّنات .ومرت الأيام ،والنبي يزيد المحاولات السلميّة ،والكفار والمنافقون يزدادون تمرّداً وإيغالاً في التآمر والتشكيك والكيد للإسلام والمسلمين .وهذا ما أراد الله لنبيّه أن يتجاوزه بعد فشل كل التجارب السلمية معهم ،ما جعلهم يفكرون بأن ذلك يمثل نقطة ضعف لدى الفريق الإسلامي .فليبدأ بمنطق القوّة ،لأن الكثيرين لا يفهمون إلا بهذه اللغة الحاسمة الضاغطة على الذين لا يخافون إلا من القوّة ،ولهذا جاء الأمر بجهادهم والإغلاظ عليهم حاسماً في نداء الله للرسول .
استعمال القسوة على الكفار والمنافقين
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ} لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الشيطان هي السفلى{وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} فإن ذلك يخَفِّف من امتدادهم في خط العدوان ،ويدفعهم إلى إعادة النظر في كثير من أساليبهم في العناد والتمرّد .أمّا كيف يكون أسلوب الجهاد ،فهو أمرٌ أطلقه القرآن ولم يحدّده ،ليكون للنبي اختيار الوجه الأفضل ،في نطاق الظروف الموضوعية المحيطة بالساحة ،في آفاق الزمان والمكان والأشخاص ،{وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} فقد حق عليهم القول بما أجرموا وما عاثوا في الأرض فساداً ،وذلك جزاء الكافرين المفسدين .