{وَهَمُّواْ}: همّ بالشيء ،نواه وأراده وعزم عليه ولم يفعله .
{نَقَمُواْ}: أنكروا .
التستر بالحلف بالله
{يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُواْ} كلمة الكفر{وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلامِهِمْ} فأظهروا الكفر بعد إظهارهم الإسلام ،وقد كان النبي يكتفي من الإسلام بإظهار الشهادتين مع الاستعداد للانسجام مع الخط العملي للإسلام ،بعيداً عن التدقيق في الهويّة الداخلية الذاتية للشخص{وَهَمُّواْ بِمَا لَمْ يَنَالُواْ} من الفتك برسول الله ،من خلال ما تآمروا عليه بعد رجوعه من معركة تبوك ،في ما كانوا يطرحونه من عقبةٍ في الطريق ،فلم يبلغوا مرادهم منه{وَمَا نَقَمُواْ إِلاَ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ} فقد استطاع أن يرفع مستواهم المادي ،ويخفّف عنهم ضغط العيش ،في ما كان يعطيهم من رزقٍ وفضل ،مما يصل إليه من مال ،وكان يساويهم في الغنائم بسائر المسلمين ،فخلق لهم ذلك عقدةً في نفوسهم ضد النبي( ص ) ،كما قد يحدث لدى الكثيرين من مرضى القلوب الذين يتعقدون من الشخص كلما ازداد إحساناً إليهم ،فلم يكن له ذنب عندهم إلا إحسانه إليهم ،وبذلك ازداد سخط الله عليهم من خلال هذه النفس الخبيثة التي ينطوون عليها ،ولكن الله لم يغلق عنهم باب التوبة ،بل فتحه لهم على مصراعيه .{فَإِن يَتُوبُواْ يَكُ خَيْراً لَّهُمْ} لأن ذلك يحقق لهم الأمن والسلام في الدنيا ،والعفو والمغفرة في الاخرة ،{وَإِن يَتَوَلَّوْا} ويعرضوا عن التوبة ،ويصرّوا على ما هم عليه من الكفر والتمرد والعصيان{يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ} في ما يعيشونه من خوف وقلقٍ على المصير ،ورهبةٍ من أولياء الله الصادقين في مواقفهم وجهادهم{وَمَا لَهُمْ فِي ِالأرض مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ} وكيف يجدون الوليّ في مواجهة الله ،ومن أين يمكن أن يحصلوا على النصير الذي ينصرهم من الله في بأسه وقوته ؟!