الغلظة: الخشونة والشدة في المعاملة .
بعد أن بيّن صفاتِ المؤمنين الصادقين ،وصفةَ المنافقين الذين يدّعون الإيمان ،أعاد الكرّة إلى تهديد المنافقين وإنذارِهم بالجهاد كالكفار المجاهرين بكفرهم ،فإن هؤلاء المنافقين قالوا كلمة الكفر ،وكفروا بعد إسلامهم ،وهموا بأمر خيَّبهم الله فيه .
{يا أيها النبي جَاهِدِ الكفار والمنافقين واغلظ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المصير} .
يا أيها النبيّ ثابرْ على جهادِك في رَدْع الكفار عن كفرهم ،والمنافقين عن نفاقهم ،فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُلاينُ المنافقين ،ويصفح عنهم كثيرا .لكن هذا كله لم يجد معهم ،فأمره الله تعالى أن يعاملَهم بالشدّة والغِلظة لعلها تربيّهم وتردعهم ،أما مآلُهم الذي أعدّه الله لهم في الآخرة فهو جنهم وبئس المصير .