{مَغْرَمًا}: المغرم: الغرم .وهو نزول نائبة بالمال من غير خيانة .
{وَيَتَرَبَّصُ}: التربص: الانتظار .
{الدَّوَائِرَ}: جمع دائرة ،وهي من حوادث الدهر .
{وَمِنَ الأعْرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَمًا} فينفق ليوحي للآخرين بانسجامه مع الخط الإسلامي في الإنفاق والعطاء ،ولكنه عندما يجلس إلى نفسه أو إلى قومه ،فإنه يعتبره غرامةً وخسارةً ،لأنه لا يجد هناك أيّ عوضٍ عمّا أنفق في ما يعتقده من قضايا الجزاء ،الذي لا يفهم منه إلا الجانب المادي من التعويض ،أمّا ثواب الله ورضوانه ،فهو حديث خرافة ،{وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ} التي تدور على المسلمين ،فينتظرون غلبة المشركين عليكم ،ليأخذوا حرّيتهم في ما يريدون أن يعملوا أو في ما لا يريدونه .{عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ السَّوْءِ} أي دارت عليهم دائرة السوء ،في ما يبعث الله لهم من عذابه وعقابه ،وذلك على أسلوب الدعاء ،{وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} فهو يسمع نجواهم في ما يتناجون به من السوء ،ويعلم ضمائرهم في ما يضمرونه من شرّ .وتلك هي الصورة المظلمة من مواقع الأعراب في موقفهم تجاه الله ورسوله والمسلمين .