ليلة القدر سلام للروح
{سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} فليس فيها أيّ معنًى يوحي بالشرّ والبغض والأذى مما يرهق مشاعر السلام للإنسان .إنه سلام الروح الذي يمتد في روحانية هذه الليلة ،في كل دقائقها وساعاتها في رحمة الله ولطفه .{حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} ليبدأ يومٌ جديدٌ يتحول فيه الإنسانفي ما أفاض الله عليه من روحه وريحانهإلى إنسانٍ جديد ،هو إنسان الخير والمحبة والسلام ،في آفاق الله الرحمن الرحيم الذي هو السلام المؤمن العزيز الجبّار المتكبر .
وتلك هي ليلة القدر التي قد يكون لها موعدٌ معيّنٌ معلومٌ ،لأن الله ربما أخفاها في الليالي ،لينطلق العباد في أيامه ،ليصلوا إليها ،ليتعبدوا إلى الله في أكثر من ليلةٍ ،لاحتمال أنها ليلة القدر ،حتى يتعوّدوا أن تكون لياليهم في معنى ليلة القدر ،في العبادة والخضوع والقرب من الله .وذلك ما يريده الله لعباده ،أن يقربوا إليه ،ويلتقوا به ،ليصلوا إليه بأرواحهم وقلوبهم ،لأنهم لا يملكون الوصول إليه بأجسادهم .