{فلا أقسم بمواقع النجوم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم} يخبر الله تبارك وتعالى أنه يقسم بمواقع النجوم ،ولا في قوله{فلا أقسم} للتنبيه والتوكيد وليست للنفي ؛لأن المراد إثبات القسم وليس نفيه وهذا كقوله تعالى:{لا أقسم بهذا البلد} وقوله تعالى:{لا أقسم بيوم القيامة} وقوله تعالى:{فلا وربك لا يؤمنون} وأمثال ذلك يؤتى ب ( لا ) بصورة النفي ،والمراد بذلك التوكيد والتنبيه .والقسم تأكيد الشيء بذكر معظم بأدوات مخصوصة ،وهي الواو والباء والتاء ،وقوله:{بمواقع النجوم} اختلف فيها العلماء رحمهم الله ،فمنهم من قال: إن المراد بذلك أوقات نزول القرآن ؛لأن القرآن نزل مفرقاً ،والشيء المفرق يسمى منجماً ،كما يقال في الدين المقسط على سنوات أو أشهر ،يقال: إنه دين منجم ،وقيل: المراد بمواقع النجوم مواقع الطلوع والغروب ؛لأن مواقع غروبها إيذان بالنهار ،ومواقع طلوعها إيذان بالليل ،وتعاقب الليل والنهار من آيات الله العظيمة الكبيرة التي لا يقدر عليها إلا الله - عز وجل - فيكون الله تبارك وتعالى أقسم بما يدل على إقبال الليل وإدباره ،وقيل المراد بمواقع النجوم: الأنواء ،وكانوا في الجاهلية يعظمونها حتى إنهم يقولون: إن المطر ينزل بالنوء .ويقولون: مطرنا بنوء كذا وكذا ،والمهم أن الله تعالى أقسم بمواقع النجوم على أمر من أعظم الأمور ،وهو قوله:{وإنه لقسم لو تعلمون عظيم إنه لقرءان كريم}