افتراه: جاء به من عنده كذبا .
لقد تكرر هذا القول ،وتكرر التحدي ،فقد جاء في سور{البقرة الآية: 23] قوله تعالى:{وَإِن كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا على عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِثْلِهِ ...الآية} وفي سورة [ يونس الآية 38]{أَمْ يَقُولُونَ افتراه قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ ...الآية} ،أما هنا في سورة هود فالوضع فيه تحدٍّ ،لكنّه يختلف عن السورتين السابقتين ،فالله تعالى يقول لهم:{قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ} أي فاتوا بمثله ولو كَذِباً مفترى .
والمعنى: قل لهم: إن كان هذا القرآن مما افتريتُه على الله من عندي ،فإن كنتُم صادقين في دعواكم هذه ،فهاتوا من عندكم عشرَ سُورٍ مثله مفتريات مكذوبات ،واستعينوا في ذلك بكل من تستطيعون من فصحائكم وبُلغائكم وشعرائكم وجنّكم وإنسكم .
فالقرآن الكريم معجز بأسلوبه ،وبما فيه من القصص الصادق ،وما فيه من العلوم الكونية التي أشار إليها ،ولم تكن معروفة في عصر نزوله ،وفي الأحكام التي اشتمل عليها .