الملة: الدين والشريعة .
بعد أن ذكر اللهُ ما دار من الحِوار والجَدَل بين الرسُل وأَقوامهم ،وبيّن الحججَ المقْنعة التي جاء بها الرسل الكرام ،ولم يستطع الذين كفروا أن يردّوا عليها ،لم يجدوا وسيلةً إلا استعمال القوّة مع أنبيائهم ،وتلك حجة المغلوب ،فخيّروا رسُلَهم بين أمرين: الخروج من الديار ،أو العودة إلى ملّة الآباء والأجداد .فأوحى الله تعالى إلى أنبيائه أن العاقبة لهم .
وقال الطغاة من زعماء الكافرين لما أعْيَتْهُم الحيلةُ ،وعجزوا عن مقاومة الدليل ..قالوا لرسلهم: لكم أحد أمرين ،إما أن نُخرجَكم من أرضِنا ،
أو أن تعودوا إلى عبادةِ الأوثان ،ديننا القائم ،فأوحى الله إلى رسُله مثبتا لهم: لا تخافوا ،سنُهلك الظالمين .