فأنزلنا: فأعطينا .
لواقح: جمع لاقح .معناها حوامل للماء ،ومعنى آخر لأنها تلقح النباتات والشجر .
ثم فصّل بعض ما في خزائنه من النعم فقال:
{وَأَرْسَلْنَا الرياح لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السماء مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ} .
وقد أرسل الله تعالى الرياحَ بالماءِ تحملُه ،فتحيي الأمطار الخلقَ والأرض وتعطيها حياةً جديدة ،فتُزهرُ بكلّ لونٍ بهيج ،ويشرب منها الإنسانُ ويسقي زرعه وحيوانه .
والخلاصة: نحن القادرون على إيجاد الماء وخزنه في السحاب وإنزاله مطراً ،وما أنتم على ذلك بقادرين ،لأنه في دورة مستمرة ،يتبخر من البحر والأرض ،ثم تحمله السحب فينزل على الأرض ويعود إلى البحر .
وقد زاد بعض المفسرين معنى آخر لكلمة لواقح فقالوا: إن الرياح تحمل اللقاح من شجرةٍ إلى شجرة ،ومن نبته إلى أختها ،وهذا أيضا لم يكن معروفا في الأزمان السابقة ،فيكون هذا أيضا من معجزات القرآن الكريم .
قراءات:
قرأ حمزة وحده: «وأرسلنا الريح » بالإفراد ،والباقون بالجمع كما هو في المصحف .
بعد أن ذكر الله تعالى نظم المعيشة في هذه الحياة بين أن الحياة والموت بيده وأنه هو الحي الباقي يرث الأرض ومن عليها .