ثم بعد أن يقرر هذه الحقائقَ يأمر رسولَه الكريم أن يتوجّه إليه ،وأن لا يجعله قريناً لهؤلاء المشركين ،وأن يستعيذَ به من الشياطين ،فلا تثور نفسُه ،ولا يضيق صدره بما يقولون{قُل رَّبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ رَبِّ فَلاَ تَجْعَلْنِي فِي القوم الظالمين}
قل: يا رب ،إنْ عاقبتَهم وأنا أشاهدُ ذلك فإني أسألك أن لا تجعلني مع القوم الكافرين .والرسولُ عليه الصلاة والسلام في منجاةٍ من أن يجعلَه الله مع القوم الظالمين حين يحلُّ بهم العذاب ،ولكن هذا تعليمٌ له وللمؤمنين أن لا يأمنوا مكر الظالمين ،وأن يظلّوا أبداً أيقاظا ،يلوذون بحمى الله .
روى الإمام أحمد والترمذي « أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو ويقول:
« واذا أردتَ بقومٍ فتنةً فتوفَّني غيرَ مفتون » .