لا ينبغي أن تعجبوا وتجزعوا مما حل بكم يوم أُحُد من ظهور المشركين عليكم ،وقتْل سبعين رجلاً منكم ،فلقد أصبتم منهم مِثْلَيْها يوم بدر بقتل سبعين رجلاً منهم وأسر سبعين آخرين .إذن كان نصركم في بدر ضِعف انتصار المشركين في أحد .
وقد كان سبب تعجبهم أن بعضهم قال: نحن ننصر دين الله وفينا رسوله ،وهم ينصرون الشرك بالله ،ومع ذلك يُنصرون علينا ؟فرد الله عليهم بهذه الآية بقوله:{قَدْ أَصَبْتُمْ مِّثْلَيْهَا} ،و{قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ} أي: إن الذي أصابكم إنما هو من عند أنفسكم: لقد خالفتم الرسول في أمور كثيرة ،فقد كان من رأيه البقاء في المدينة ومحاربة المشركين فيها إذا هاجموا ،لكنكم تحمستم وأردتم الخروج للقاء العدو .ثم إنكم تنازعتم الرأي فيما بينكم .ثم كانت الطامة الكبرى بمخالفة الرماة منكم أمر الرسول ونزولهم عن الجبل ..كل هذه المخالفات أدّت إلى الهزيمة .والله قادر على كل شيء ،ومن مقتضى قدرته أن تنفُذ سُنَنُه ،وأن تمضي الأمور وفق حكمه وإرادته ،وألا تتعطل سُنّته التي أقام عليها الكون والحياة .