ادرأوا: ادفعوا .
ثم مضى يكشف بقية موقفهم في محاولة خلخلة الصفوف والنفوس .
قال الذين تخلّفوا عن القتال ورجعوا إلى المدينة ،في شأن إخوانهم الذين خرجوا وقُتلوا: لو أنهم أطاعونا وقعدوا مثلنا لنجَوا من القتل كما نجونا .وهكذا لم يكتفِ المنافقون بالتخلف والاعتذار الكاذب ،وما أحدثه ذلك من رجة وبلبلة في النفوس ،بل راحوا يثيرون الحسرة في قلوب أهل الشهداء بعد المعركة .فرد الله تعالى عليهم رداً قاسياً دحض حجتهم وأبان كذبهم ،كما وبخهم على ما قالوا فأبلغ نبيَّه أن يتحداهم{قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ} ،أي ادفعوا عن أنفسكم الموت إن كان الحذَر يمنع من القدَر كما تزعمون .