يتجه الخطاب إلى الرسول الكريم بهذه الآية ليسلّيه ،كما سلاّه في كثير من الآيات ،عما يُحزنه من إعراض الكافرين عن الإيمان .ذلك أن بعض المنافقين أظهروا كفرهم وصاروا يخوّفون المؤمنين ويقولون لهم: إن محمداً طالب مُلك ،فتارة يكون الأمر له وتارة عليه ،ولو كان رسولا من عند الله ما غُلب .ومن شأن هذه المقالة أن تنفِّر الناس من الإسلام .فقال الله: لا تحزن أيها النبي الكريم ،من مسارعة المنافقين وبعض اليهود إلى نصرة الكافرين بكل ما أُوتوا من الوسائل ،إنهم لن يضرّوك والمؤمنين معك شيئاً .أما عاقبة هذه المسارعة إلى الكفر فهي وبال عليهم: فالله يريد ألا يجعل لهم نصيباً من ثواب الآخرة بل أن يذيقهم عذاباً عظيماً .