لقمان: عرف العرب بهذا الاسم شخصين أحدهما لقمان بن عاد وكانوا يعظّمون قدره في النباهة والرياسة والدهاء .وأما الآخر فهو لقمان الحكيم الذي اشتهر بحكَمه وأمثاله .وهو المقصود هنا ،وسُميت السورة باسمه ،وقد كانت حِكمه شائعة بين العرب .ويقول بعض المفسرين إنه نبي ،وآخرون يقولون إنه حكيم آتاه الله الحكمة والعقل والفطنة .وأورد الإمام مالك كثير من حِكمه في كتابه « الموطأ» ،ويقال إنه كان أسود من سوداء مصر أو من الحبشة أو النوبة .
الحكمة: العلم مع العمل ،وكل كلام وافق الحقَّ فهو حكمة .وقيل الحكمة: هي الكلام المعقول المصون عن الحشو ،وقال ابن عباس الحكمة: تعلُّم الحلالِ والحرام .وقال الراغب: الحكمة: معرفة الموجودات وفعل الخيرات .وقال الرسول الكريم: « إن من الشعر لحكمة» يعني كلاما صادقا .وقال تعالى{واذكرن مَا يتلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ الله والحكمة} الخ ....
لقد منحْنا لقمانَ الحكم والعلم والإصابة في القول ،وقلنا له اشكرِ الله ،ومن يشكر فإن فائدةَ ذلك الشكر عائدةٌ إليه ،ومن جَحَدَ نعمةَ الله فإنه غنيّ عن شكره غير محتاج إليه ،محمود في ذاته .